إن من المعجزات العظيمة لرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم إخباره صلى الله عليه وسلم عن العديد من أمور الغيب، وقد تحقق بعضها في الماضي، وبعضها الآخر في الحاضر، وسيتحقق الباقي في المستقبل إن شاء الله.
ومما تحقق في عصرنا الحاضر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن هجوم الأمم على أمتنا هجوماَ شرساَ يشبهه الرسول صلى الله عليه وسلم بهجوم الجوعى المفترسين على قصعة الطعام، وهو ما نشهده بأم أعيننا في العراق وفلسطين وأفغانستان وغيرها من بلاد المسلمين.
ويجيب الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الشريف على تساؤل الصحابة رضي الله عنهم عن السبب وتوقعهم بأن تكون القلة هي السبب، يجيب الرسول صلى الله عليه وسلم بالنفي ويبين أن السبب الحقيقي هو الوهن الذي يعرفه الرسول صلى الله عليه وسلم بحب الدنيا وكراهية الموت.
عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يوشك الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. فقال قائل: ومِن قلَّةٍ نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السَّيل، ولينزعنَّ الله مِن صدور عدوِّكم المهابة منكم، وليقذفنَّ الله في قلوبكم الوَهَن. فقال قائل: يا رسول الله، وما الوَهْن؟ قال: حبُّ الدُّنيا، وكراهية الموت))
لذلك فنحن إن أردنا أن نساهم في إقالة عثرة أمتنا، فعلينا أن نصحح أموراَ كثيرة في أنفسنا وحياتنا وواقعنا، ومن ذلك أن نحاول توطين أنفسنا على حب الله ورسوله وأن نجعل حب الله ورسوله أكبر من كل محبوبات الدنيا، لعل الله يغير حال أمتنا إلى حال أفضل منه، فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، والله تعالى يقول:
(قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين) (التوبة 24)
وكنت قد فصلت الحديث عن حب الله تعالى كأحد عناصر تأليه الله تعالى في كتابي : (في مجال العقيدة: نقد وعرض) فيمكن الرجوع إلى الكتاب لمن أراد مزيداَ من التفصيل، كما يمكن الرجوع إلى مقالات ( حقيقة التأليه وجوهره) وهي سلسلة جرى نشرها تباعا في هذا الموقع.
حقيقة التأليه وجوهره الجزء الأول