يندهش المتابع للساحة الثقافية من حجم المبالغات في الأحكام الخاطئة التي تطلق على أمتنا وتاريخنا وحضارتنا من مثل:
- حضارتنا اندثرت من قرون.
- العقل الإسلامي تعطّل منذ زمن طويل.
- تاريخنا تاريخ استبداد.
- دخلت الأمة عصر الانحطاط منذ العصر العباسي الثاني، بدأت النهضة مع قرع مدافع نابليون لأبواب مصر.
- المسلمون متخلّفون في كل مجال إلخ…
تأتي دهشة المتابع للساحة الثقافية من تلك الأحكام لعدة أمور:
أولها: إطلاق كتّاب مرموقين لتلك الأحكام، مع أنه لا يليق بمثلهم أن يصدروا تلك الأحكام.
ثانيها: مجاراة كثير من الإسلاميين لأولئك الكتّاب المرموقين في أحكامهم، وقبولهم بتلك المقولات والعمل على ترويجها.
ثالثها: لا نجد أي جهد عملي مبذول في تمحيص التاريخ أو الوقائع الحضارية من أجل الوصول إلى تلك الأحكام، بل جاءت تلك الأحكام نتيجة نظرة سطحية وخارجية إلى أوضاع أمتنا وتاريخنا وحضارتنا.
رابعها: كثير من تلك الأحكام خاصة بالتاريخ الغربي وحضارته تمّ إسقاطها على تاريخنا وحضارتنا دون مراعاة لخصوصية حضارتنا وتاريخنا وهويّتنا.
خامسها: عدم النظر إلى الإيجابيّات التي تمتلكها أمتنا، وإمكانيّات المقاومة التي تتّصف بها، والتي أدّت إلى إفشال التغريب خلال القرنين الماضيين.
لاشك أن تلك الأحكام الخاطئة تترك أثراً كبيراً من الاضطراب في رؤية القارئ العربي والمسلم، لأحوال أمتنا ومسيرتها، لذلك على القارئ أن لا يستسلم لتلك الأحكام إلا بعد أن تكون مقترنة بالتمحيص العلمي والتدقيق التاريخي من جهة، وكذلك على الكتّاب المسلمين أن يتصدّروا لتلك المقولات بالردّ والتفنيد من جهة ثانية، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
اترك رد