كيف نتعامل مع مشروع ملالي إيران؟

من فعاليات مؤتمر “المشروع الإيراني في المنطقة العربية والإسلامية”
كيف نتعامل مع مشروع ملالي إيران؟

مرتكزات مشروع ملالي إيران

بدعوة من مركز “أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية” التقت ثلة من المفكرين والأكاديميين في القاهرة بتاريخ 14/10/2012، لبحث “المشروع الإيراني في المنطقة العربية والإسلامية”؛ حيث قدّم المشاركون في مجموعة العمل رؤيتهم لمرتكزات المشروع الإيراني السياسية والديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية والقيمية، فضلاً عن بحث الجذور التاريخية، وعلاقة المشروع الايراني بالثورات العربية لا سيما الثورة السورية.

 

وقد تضمنت الورشة التي امتدت ليوم كامل أربع جلسات.

دارت الجلسة الأولى حول مرتكزات المشروع الإيراني في المنطقة، وأدار الجلسة الدكتور بسام ضويحي – رئيس مجلس أمناء مركز أمية – وتحدث خلالها الدكتور صباح الموسوي من الكويت حول المرتكزات السياسية للمشروع الإيراني، بينما تحدث الدكتور غازي التوبة من الكويت حول المرتكزات الديموغرافية والاجتماعية والثقافية، وتناول الدكتور عبدالحافظ الصاوي المرتكزات الاقتصادية.

وتحدث في الجلسة الثانية التي ترأسها الدكتور محمود غزلان والتي كانت تحت عنوان “العلاقات الإيرانية بدول الجوار تعاون أم صدام؟” الدكتور أحمد حقي من تركيا حول الجذور التاريخية للتحالف الإيراني مع روسيا والمجتمع الغربي، وتناول الدكتور علي باكير من أنقرة في محوره ” إيران والتنافس الشرق أوسطي” التضاد مابين نموذج العلاقات الإيرانية مع كل من تركيا وإسرائيل، وتناول السيد علي الأمين من لبنان الدور الإيراني في الأزمات العربية من خلال دراسة حالتي العراق ولبنان، وتناول في المحور الأخير في الجلسة الثانية النائب السابق في مجلس النواب البحريني الأستاذ ناصر الفضالة الدور الإيراني في الأزمة البحرينية.

وفي الفترة المسائية التي تضمن جلستين، تناولت الجلسة الأولى التي ترأسها الدكتور طارق خليل والتي كانت تحت عنوان “إيران والثورات العربية بين الرفض والتأييد”، علاقة المشروع الإيراني في الربيع العربي والتغيرات الحاصلة في العالم العربي، وقد تناول الباحث الأستاذ فادي شامية من لبنان في ورقته المشروع الإيراني في ضوء الثورات العربية من خلال دراسة حالة الموقف الإيراني مع كل من الثورات اليمنية والسورية والتونسية والليبية، وقدم محمد السعيد إدريس من مصر ورقته إيران والثورة المصرية، بينما قدم الدكتور ناصر الطويل من اليمن ورقة حول الدور الإيراني في اليمن ما بعد الثورة، وقدمت الدكتور فاطمة الصمادي من الأردن ورقة عن طبيعة علاقة إيران بحركات المقاومة الإسلامية في المنطقة في ظل الثورات العربية من خلال دراسة حالات حركة حماس والجهاد وحزب الله.

وتضمنت الجلسة الختامية التي ترأسها الدكترو بهيج ملا حويش – المستشار السياسي لمركز أمية – والتي كانت تحت عنوان “آفاق العلاقة العربية والدول العربية والإسلامية”، ورقة للدكتور إبراهيم الديب من مصر حول المرتكزات القيمية في المشروع الإيراني، وتناولت الورقة التي قدمها الدكتور عادل عبدالله من البحرين كيفية تعاطي دول الخليج مع إيران كحالات فردية، ومن خلال مجلس التعاون الخليجي، وتسائل عن إمكانية حدوث فيدرالية أو كونفيدرالية خليجية لمواجهة المشروع الإيراني التوسعي في الخليج، وكانت الورقة الأخيرة للدكتور عزام التميمي – رئيس قناة الحوار الفضائية – حول كيفية التعامل إعلامياً مع المشروع الإيراني.

وقد خلُص الباحثون إلى جملة توصيات أهمها:

أولاً: ضرورة قيام مشروع عربي جامع لمواجهة المشروع الإيراني التوسعي، على أن تلعب دول الربيع العربي دوراً ريادياً فيه.

ثانياً: رفض نظرية اعتبار الشيعة العرب جميعهم جزءاً من المشروع الإيراني، لأن خطورة المشروع الإيراني لا تكمن في المذهب الذي يتبعه وإنما في عنصريته وتوسعه؛ فضلاً عن أن أدواته تضم شيعة وسنة وغير مسلمين أيضاً.

ثالثاً: العمل على كشف أدوات المشروع الإيراني في العالم العربي، سواء كانت تعمل تحت مسمى “الوحدة الإسلامية”، أو مناصرة القضية الفلسطينية، والتحذير من استغلال هذه القضايا للنفاذ إلى العمق العربي، أو محاولات صرف النظر عن خطورة المشروع الإيراني، بتسليط الضوء على خطر المشروع الإسرائيلي المُجمع على عداوته؛ فكلا المشروعين يعمل على تقويض المجتمعات العربية لصالح الهيمنة الخارجية.

رابعاً: وجوب التواصل مع شرائح وازنة في المجتمع الإيراني انطلاقاً من أن العرب لا يعادون إيران بالمطلق، وإنما يعتمد ذلك على جوهر السياسات الإيرانية تجاه العالم العربي.

خامساً: وجوب مناصرة الأقليات الدينية والقومية في إيران ودعم حقوقها المشروعة، وخصوصاً عرب الأهواز والتواصل معهم في مواجهة قمع النظام الإيراني لهم.

سادساً: حثّ الشيعة العرب الرافضين للمشروع الإيراني على تفعيل حراكهم السياسي رفضاً لهيمنة نظام ولاية الفقيه.

سابعاً: مناصرة الثورة السورية التي تعاني من إجرام المشروع الإيراني، ومطالبة الكتائب المسلحّة التابعة لإيران بالكفّ عن الاشتراك في قتل السوريين إلى جانب المجرم بشار الأسد، وتنبيههم إلى أنهم يتعاملون مع سليل خيانة يغطي نفسه بشعار الممانعة الفارغ.

ثامناً: التضامن مع الشعوب العربية التي تعاني من سياسة إيران تجاهها لا سيما في العراق ولبنان واليمن.

تاسعاً: إنشاء مراكز أبحاث متخصصة في الشأن الإيراني بما يساعد على دراسة الواقع والمشروع الإيراني بشكل علمي وموضوعي.

عاشراً: إنشاء وسائل إعلامية عربية موجهة إلى الداخل الإيراني وناطقة باللغة الفارسية لمخاطبة المجتمع الإيراني بلغة العقل والحوار.

أخيراً،،، يوصي المُجتمعون بتكرار عقد ورش العمل والمؤتمرات التي تُعنى بالمشروع الإيراني في عواصم عربية متعددة لإيجاد أفضل السُبل للتعاون مع هذا المشروع.

اترك رد