تمر علينا هذه الأيام ذكرى مرور ستين عاماً على نكبة الأمة الإسلامية بضياع فلسطين، ثم تبع تلك النكبة نكسة عام 1967 عندما أكمل اليهود احتلال فلسطين واحتلوا بالإضافة إلى ذلك أجزاء من الدول العربية المجاورة، واستمرت الكوارث تحل بأمتنا والأمثلة واضحة في احتلال العراق وأفغانستان والسودان والصومال، وما زالت الجراح تنزف فهناك نكبة جديدة للفلسطينيين تجري وقائعها هذه الأيام في غزة.
ومنذ تلك النكبة والأمة تقدم التضحيات تلو التضحيات ومع ذلك فإن الوضع لم يتغير والنصر لم يتحقق بل إن الأمور تسير من سيئ إلى أسوأ.
ولا بد أن نتساءل: ما هو السبب؟ والجواب أن لذلك عدة أسباب ولكن السبب الأهم هو المناهج التي حكمت الأمة في هذه الفترة، وتتمثل في المنهجين القومي والاشتراكي.
فمن الجلي أن الفكر القومي العربي كان هو المنهج المتحكم والفاعل في كل شؤون الفرد والدولة والمجتمع وفي مختلف المجالات الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية، طوال فترة وقوع النكبات والنكسات التي طالت الأمة على مدار القرن، فماذا يعني ذلك؟
ذلك يعني في أبسط الأحوال أن هناك قصوراً في هذا الفكر القومي العربي، ولأنه لم يستطع أن يعبئ الفرد والمجتمع والدولة والجيش والإعلام تعبئة سليمة، ولم يستطع أن يبني تلك العناصر بناء صحيحاً تقود الأمة الى النصر، وهذا القصور يقتضي إعادة النظر في محتواه، وفي العناصر التي يقيم عليها الأمة، وفي تعامله مع التراث وفي تخطيطه لبناء الفرد والأمة.
ويبرز هنا دور علماء أمتنا الذين هم ورثة الأنبياء ووجوب قيامهم بمسؤولياتهم وواجبهم الشرعي في قيادة الأمة وتوجيههم لها الوجهة الصحيحة من خلال تبيان سنن الله في التغيير والتي لا تحابي أحدا، وشرح المنهج الإسلامي وتبنّيه والدعوة إليه وتوجيه الأمة إلى الالتزام به لأنه الطريق الوحيد للانتصار على اليهود قتلة الأنبياء وإرجاع الحق إلى أهله وتحرير الأقصى السليب.