قامت العلاقة بين أفراد المجتمع خلال قيام الدولة العثمانية على الرابطة الدينية، ولمّا سقطت الخلافة وجاء الفكر القومي العربي وأحلّ الايديولوجيا القومية مكان الايديولوجيا الدينية.
أقام الروابط بين أفراد المجتمع حينذاك على أساسين جديدين هما الرابطان: القومي والوطني، فأصبحت القومية هي التي تربط بين أفراد الأمّة، والوطن يربط بين أفراد البلد الواحد.
وقام العراق الحديث على ذانك الأساسين: القومية والوطنية، وقد قعّد ساطع الحصري لتانك الرابطتين فقال عن القومية:
“هي ارتباط الفرد بجماعة من البشر تُعرف باسم الأمّة. وهي تنشأ عن حبّ الأهل. وهذا المفهوم له علاقة بمفهوم آخر هو مفهوم الوطن، فإذا كانت القومية تعني حب الأمّة وهي جماعة من البشر فإنّ “الوطنية” تعني حبّ الوطن وهو قطعة من الأرض”. (آراء وأحاديث في الوطنية والقومية، ساطع الحصري، ص7).
ثم جاء البعث العراقي ذو التوجّه القومي العربي أيضاً، واستمرّ في اعتماد تلك النظريات القومية، لكن ماذا نجد الآن؟
نجد أنّ العراق يتفكك ويعود إلى تقسيماته الطائفية والدينية والعشائرية والقبلية والعرقية إلخ…
فما السبب في ذلك؟
السبب أنّ الفكر القومي العربي لم يستطع أن يؤسّس لرابطة جديدة هي “المواطنة”، لأنّ هذه المواطنة قيمة وحقيقة يجب أن تقوم على الأرض وليست ألفاظاً أو ادعاءات دون رصيد من الواقع.
Lorem Ipsum