رجاء الله تعالى:
الإنسان قوي الرجاء، يرجو إرواء شهوته، ويرجو الاستمرار في ذلك؛ وقد يرجو الأسباب في بعض الأحيان، والأشخاص في أحيان أخرى، لكنّ الله يريد من الإنسان أن يتجه إليه برجائه لأنه المالك والقادر والمعطي والوهّاب والقوي والعليم بحاجات العبد،
وقد أثنت آية على المسلم الذي يتجه برجائه إلى ربه ووصفته بالعلم قال تعالى: “”أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ”” (الزمر،9)، وقد طلب الله من المؤمن أن يوجّه رجاءه إلى نعيم الله في اليوم الآخر قال تعالى: “”قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً”” (الكهف،110).
المؤمن قوي الرجاء في الله تعالى وقد أثنى بهذه الصفة على صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم قال تعالى: “”وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً”” (النساء،104).
وقد وصف الله تعالى الكافرين بأنهم لا يرجون لقاء الله قال تعالى: “”إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ . أُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمُ النُّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ”” (يونس،7-8)، وقد وصف الله المؤمنين بأنهم يرجون رحمة الله فقال تعالى: “”إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”” (البقرة،218).
واعتبرت آيات في سورة الأحزاب أنّ رجاء الله ورجاء الجنّة في اليوم الآخر هما العنصران اللذان يؤهّلان العبد للإقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم قال تعالى: “”لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً”” (الأحزاب،21).