تتجلّى حقيقة التوحيد وجوهره في المعاني التالية: 1- تعظيم الله تعالى: لابدّ للإنسان من أن يعظّم شيئاً من الأشياء لأنه مفطور على الضعف والنقص، فهو قد يعظّم المال أو الشهوات، أو الأوطان، أو الأشخاص إلخ…، وهو في كل ذلك
يجانب الصواب، بل يجب عليه أن يعظّم الله عز وجل لأنه مالك كل شيء، والقادر عليه، والمتصرّف فيه، ومدبّر أمره وشأنه، وممدّه بالوجود والحياة إلخ…ِ
وإنّ نظرة واحدة إلى السماوات واتساعها، والنجوم وِكثرتها، والإنسان وتعقيده، والمخلوقات وتكاملها إلخ… إنّ نظرة واحدة إلى كل هذا تؤكّد عظمة الله وتوجب على الإنسان تعظيمه.
والتعظيم أساس كبير من أسس تأليه الله تعالى يدلّ على ذلك أنّ أولى الآيات التي نزلت على محمد r دعته إلى تكبير الله تعالى وتعظيمه، قال تعالى: “”يأيها المدثر . قم فأنذر . وربك فكبّر”” (المدّثر،1-3).
واعتبرت آية أخرى تعظيم الله هي ثمرة التقوى وحصيلتها فقال تعالى: “”ذلك ومن يعظّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب”” (الحج،32).
ووصفت آية أخرى تعظيم حرمات الله خير للمسلم عند ربه، فقال تعالى: “”ذلك ومن يعظّم حرمات الله فهو خير له عند ربه”” (الحج،30).
ويشير إلى ذلك ابتداء الصلاة وهي أهمّ شعيرة من شعائر الإسلام بكلمة (الله أكبر)، وابتداء الأذان والإقامة بكلمة (الله أكبر)، وأنّ الهتاف بالأعياد كلمة (الله أكبر).