tawbahlike@hotmail.com +(00) 123-345-11

ثورة يوليو 1952: ذكرى وتحليل

بسم الله الرحمن الرحيم

 تمر الآن علينا ذكرى مرور خمسين سنة على ثورة جمال عبد الناصر على النظام الملكي في مصر، والتي وقعت في 23تموز / يوليو 1952م، وقد أدت هذه الثورة إلى تغييرات جوهرية في مصر وغيرها من البلدان العربية، فقد نقلت مصر من الملكية إلى الجمهورية وهي قد نشرت الإيديولوجية القومية العربية والأنظمة الاشتراكية في معظم البلدان العربية كاليمن وليبيا والسودان والجزائر …الخ، لكن السؤال الملح الذي يحتاج إلى جواب، هو: ما الأهداف التي حققها جمال عبد الناصر من ثورته تلك؟

فهو قد دعا إلى الوحدة، و إلى الاستقلال الوطني، والى البناء الاقتصادي المزدهر، والى القضاء إلى إسرائيل، لكننا نجد في أرض الواقع أن ثورته تلك، لم تحقق الوحدة، ولم تبن اقتصادا مزدهرا بل تركت مصرا مثقلة بالديون وذات اقتصاد منهار، ولم تقض على إسرائيل بل مكنت إسرائيل من مضاعفة مساحتها عندما انتصرت في حرب 1967م وضمت إليها سيناء من مصر، و الضفة الغربية من الأردن، والجولان من سـوريا.

والآن: لماذا لم تستطع ثورة جمال عبد الناصر أن تحقق شيئا من أهدافها مع أن شعبيته كبيرة بالمقارنة مع غيره من الحكام؟

السبب في ذلك هو أن الإيديولوجية القومية العربية الاشتراكية التي اتبعها في كل مراحل حكمه كانت بعيدة عن الدين الإسلامي، ومغايرة له، ومعادية له في بعض المراحل كما اتضح في الفترة التي تبنى فيها الإيديولوجية الاشتراكية، مع أن الدين الإسلامي هو جوهر ما تقوم عليه هذه الأمة، والدرس الواضح الذي نستفيده من ثورة جمال عبد الناصر هو أن أية معالجة لأمور هذه الأمة بعيدا عن الدين ستؤدي إلى كوارث عميقة في مختلف المجالات: الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الخ… والأمل كبير بأن يستفيد القادة والمفكرون وأصحاب الرأي من الحقيقة السابقة كي يوفروا على هذه الأمة عناء تجارب جديدة.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

المشرف الشيخ الدكتور غازي التوبة

15تموز / يوليو 2002م

5 جمادى الأولى 1423 هـ      

أنزلنا في هذا الموقع مقالا بعنوان “هل ما زالت الناصرية مشروعا حيا؟” وهو جواب لسؤال كانت طرحته مجلة المجلة وساهمت في الاجابة عليه بتاريخ 8-8-1999 لعله يكون مفيدا في تحليل فترة حكم جمال عبد الناصر والقاء الاضواء عليه.

اترك رد