المسلمون بين وحدة المسلمين والحق والصواب
ساد العمل الإسلامي توجهان خلال القرن الماضي:
الأول: هو الحرص على وحدة المسلمين وتجميعهم، وعدم إثارة ما يفرقهم.
الثاني: هو الحرص على الحق والصواب في مجال العقيدة والسنة والشريعة والآداب والأخلاق إلخ….، ولو أدى ذلك إلى انزعاج بعض المسلمين، وارتفاع أصواتهم، وشكواهم بأن هذا يفرق المسلمين، ويضعف شوكتهم.
لكن الحقيقة التي علمنا إياها الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلمنا إياها القرآن الكريم، أن وحدة المسلمين أصل وقوة، قال تعالى: (وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون)(المؤمنون 52)، وكذلك الحقائق التي جاءت في آيات القرآن الكريم وأحاديث السنة والتي توزعت في مجالات العقائد و التشريعات والآداب والأخلاق والعبادات إلخ …، هذه الحقائق أصل وقوة، قال تعالى: (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون)(الانبياء 18)، وقال تعالى: (قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) (الإسراء 81).
لذلك فعلى الداعية الإسلامي، والجماعة الإسلامية، والعالم المسلم أن يحرص كل منهم على الأصلين: وحدة المسلمين وتحري الحق واتباعه، ولا تعارض بينهما على العموم، وإن تعارضا فعليه أن يقدم الحق، لأن الاجتماع على الحق هو الصورة الصحيحة التي تعطي المسلمين القوة الفعالة المؤثرة، وليس مجرد الاجتماع هو الذي يعطي القوة والفعالية، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.