لقد مثلت أنظمة حسني مبارك في مصر، وزين العابدين بن علي في تونس، ومعمر القذافي في ليبيا، وبشار الأسد في سوريا، وعلي عبد الله صالح في اليمن وغيرهم…….، آخر صورة من صور الاستبداد والنظم الاستبدادية في العالم العربي، وقد ثارت عليها الأمة في مختلف أقطارها، فكان الربيع العربي، وقد استطاعت اقتلاع بعضها، ولم تستطع اقتلاع بعضها الآخر. فما معالم هذا الاستبداد في نسخته الحديثة؟ وأين يلتقي مع الاستبداد في صورته القديمة؟
إن الاستبداد والمستبدين يقومون على عدة معان وصفات هي:
إن من أبرز صفات الحكام المستبدين (الدكتاتوريين)، هي الانفراد بالرأي وعدم المشاورة، وذلك ناتج عن عدة عوامل، أبرزها: تضخم ذواتهم، وعدم احترام شعوبهم. والشواهد على الانفراد بالرأي أكثرمن أن تحصى، فقد جاءت كل قرارات القذافي فيما يتعلق بانحسار التوجه العربي وتضخم التوجه الأفريقي، وإثارة الحروب مع تشاد وغيرها، دون تشاور مع أحد، وكذلك فعل صدام حسين، فعندما احتل الكويت عام1990 لم يطلع إلا ثلاثة أشخاص على هذا القرار مع أنه قرار مصيري مرتبط بمصير العراق وشعبه.
قامت علاقة الحكام المستبدين (الدكتاتوريين) مع شعوبهم على القهر والإخضاع بالقوة، واستخدموا في سبيل ذلك الجيش والشرطة وأجهزة المخابرات، فعلى سبيل المثال هناك في سورية أربعة عشر جهاز مخابرات، ويقدر عدد المرتبطين بأجهزة المخابرات بمئات الآلاف من الأشخاص، وتنفق على هذه الأجهزة معظم ميزانية الدولة السورية وقس على ذلك في بقية الدول.
وسبب ذلك يعود إلى غربة الحكام عن شعوبهم، وعدم امتلاكهم الشرعية في حكمهم، وافتقاد التواصل الفكري والثقافي بينهم وبين شعوبهم، والقفز إلى السلطة عن طريق الدبابة، وإبعاد المناوئين، وإلجام المعارضين.
استأثر الحكام المستبدون (الدكتاتوريون) في كل الدول التي ذكرناها بأموال الدولة، وتصرفوا فيها وكأنها ثرواتهم الشخصية التي ورثوها عن آبائهم دون خجل، وأنفقوها على اشخاصهم وأسرهم وأعطوا الفتات لمحازبيهم وأعوانهم.
وهناك عشرات الأدلة على ذلك فمن استئثار القذافي بثروة ليبيا الخيالية وتوزيعها على أولاده، إلى زين العابدين بن علي الذي أودع المليارات في بنوك أوروبا، إلى علي عبد الله صالح الذي أودع المليارات –كذلك- في بنوك عمان والإمارات وأوروبا إلخ…
استحوذ الحكام المستبدون على السلطة بكل ألوانها العسكرية والسياسية والإعلامية والمالية …، وفي كل مستوياتها، فهي تبدأ بهم وتنتهي إليهم، ولم يتركوا لأحد جانبا منها.
لقد تفشى الظلم في المجتمعات التي حكمها المستبدون، وذلك ناتج من استحواذهم على السطة بكل أنواعها وعدم اعطاء الفرصة لجماهير الشعوب للتعبير عن رأيهم، وعدم اعطاء الشعب فرصة للتظلم، وعدم وجود القضاء المستقل وخضوعه الكامل للسلطة الحاكمة.
لقد تدهورت مستويات المعيشة لدى عموم الشعوب في دول الحكومات المستبدة وتجاوزت أرقامها خطوط الفقر التي رسمها البنك الدولي، وإن مدن الصفيح والسكن العشوائي التي تحيط بالمدن الكبيرة هي ظاهرة بارزة في معظم المدن التي حكمها الطغاة المستبدون، وخير مثال على ذلك مقابر القاهرة التي يعيش فيها الآن أكثر من مليون شخص.
من الملفت للنظر أن كل الصفات التي قام عليها الاستبداد والمستبدون، نجدها واضحة في فرعون الذي تواجه مع موسى عليه السلام فقد اتصف فرعون بالانفراد بالرأي وفرضه على الرعية، فقال تعالى: “قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ” (غافر، 29). واتصف فرعون بأن علاقته بشعبه هي علاقة قهر وقتل واستعباد واستعلاء …. فقال تعالى: “قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ” (الأعراف، 127).
وكذلك اتصف فرعون بالاستئثار بأموال مصر فقال تعالى: “وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ” (الزخرف، 51).
من الجدير بالملاحظة أن قصة موسى عليه السلام مع فرعون من أكثر القصص ورودًا في القرآن الكريم، والأرجح أن الحكمة من وراء ذلك توضيح أمر المستبدين، وإجلاء صور استبدادهم ومساوئه وآثاره، والتحذير منه، ليس ذلك فحسب بل قصد القرآن الكريم من ذكر تلك القصة، والحديث عن تفاصيلها، تعليم الأمة كيفية مواجهة أولئك المستبدين، وتعليم الأمة سبل الانتصار عليهم.
ففي مجال تعليم الأمة مواجهة أولئك الطغاة المستبدين كان موسى عليه السلام هو المثال الأوضح في هذا الصعيد، فقد أمره الله أن يذهب إلى فرعون ويواجهه فقال تعالى: “هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى * اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى * وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى” (النازعات، 15 – 19).
وقال تعالى: “اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ*فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ *قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَىٰ*قَالَ لَا تَخَافَا ۖ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ” (طه، 43-46)
فكان الدرس الأول الذي تعلمه موسى عليه السلام من كلام الله هو الاستجابه لأمر الله في مواجهة المستبدين، مع خوفه عليه السلام من بطش فرعون، لكن الله بين له العدة التي يمكن أن تقيه في تلك المواجهة وهي استحضار معية الله كما وضحت الآيات السابقة، لذلك عندما لحق فرعون موسى عليه السلام، وخوّفه قومه من وصول فرعون إليهم، استنكر موسى عليه السلام تخويفهم له بلحاق فرعون بهم، وأجابهم بأن الله معه سيهديه ويحفظه من جيش فرعون، قال تعالى:
“فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ” (الشعراء، 61-62).
تبين لنا قصة موسى عليه السلام مع فرعون أمرا أساسيا، وهو أن بناء الإنسان هو اللبنة الأولى في مواجهة الطاغوت المستبد، وهذا البناء يقوم على البناء النفسي السليم وعلى معرفة الله –سبحانه وتعالى- المعرفة الحقة بكل قوته وقدرته وعلمه وجبروته سبحانه وتعالى، ثم يأتي استحضار معيته في هذه المواجهة، لأنه لن يكون هناك صمود وانتصار دون حصول هذا البناء النفسي.
أما الدرس الثاني الذي يمكن أن نستفيده من قصة موسى عليه السلام مع فرعون، هو ضرورة إعداد نخبة قيادية، كي تعين القائد في مواجهة المستبد، لذلك اتجه موسى –عليه السلام- إلى بني إسرائيل، فآمنت نخبة قليلة العدد وكانت تخاف بطش فرعون قال تعالى: “فَمَا آمَنَ لِمُوسَىٰ إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَىٰ خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ ۚ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ” (يونس،83).
ثم بينت قصة موسى عليه السلام محاور اعداد هذه النخبة القيادية، وشملت هذه المحاور: التوكل على الله، والصلاة، واتخاذ بعض البيوت مساجد …. قال تعالى: “وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ * فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ” (يونس،84-87).
وأما الدرس الثالث الذي يمكن أن نستفيده من قصة موسى عليه السلام، بأن زوال المستبد الطاغية من حياة الشعوب المستعبدة، لا يكفي لتحريرها بل لا بد من عملية أخرى وهي زوال الاستبداد من قلوب وعقول الشعوب التي خضعت للاستبداد لأن الاستبداد يفسد القلوب والعقول والأذواق، ويدل على ذلك تعامل بني إسرائيل مع موسى عليه السلام في المرحلة التالية لتحريرهم.
حرر موسى عليه السلام بني إسرائيل من استعباد فرعون لهم، وخلصهم من بطشه وجوره وعسفه، ورأوا الآيات البينات على ذلك في عدة أماكن: في مواجهة موسى عليه السلام مع السحرة عندما حول الله عصاه إلى حية أبطلت سحر الساحرين، وفي مواجهة البحر عندما أمره الله بضرب البحر بعصاه فانشق البحر عن اثني عشر طريقا لعبور بني إسرائيل، ومع ذلك لم يطيعوا موسى عليه السلام في شيء بعد ذلك، لأن الاستبداد أفسد عقولهم فعندما رأوا الأقوام الأخرى تعبد آلهة متعددة طلبوا من موسى أن يجعل لهم إلهً كما لهذه الأقوام آلهة، وهذا مناف للتوحيد الذي دعاهم إليه موسى عليه السلام، فقال تعالى: “وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَىٰ قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَىٰ أَصْنَامٍ لَّهُمْ ۚ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَٰهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ ۚ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ * إِنَّ هَٰؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ * قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَٰهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ” (الأعراف، 138-140).
وأفسد الاستبداد نفوس بني اسرائيل وقلوبهم، وأورثهم مخالفة الأوامر والعصيان، فعندما طلب منهم موسى عليه السلام أن يقولوا “حطّة” قالوا “حنطة” وعندما طلب منهم أن يدخلوا القرية سجدا دخلوها على أدبارهم، قال تعالى: “وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَٰذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ ۚ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ * فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ” (البقرة، 58-59).
وعندما طلب من بني إسرائيل أن يدخلوا الأرض المقدسة التي وعدهم الله إياها رفضوا ذلك لفساد قلوبهم وعقولهم، ولأن الجبن والذلة قد تجذرا في نفوسهم وقلوبهم، فقال تعالى: “وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ * يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ * قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ * قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ” (المائدة: 20-24).
لذلك جاء الأمر الإلهي بأن يتيهوا أربعين سنة من أجل تطهير قلوبهم ونفوسهم من هذه الأمراض التي أورثهم –إياها- الاستبداد، قال تعالى: “قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ * قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ” (المائدة، 25-26).
ولم يفسد الاستبداد عقول بني إسرائيل وقلوبهم فقط، بل أفسد أذواقهم، فعندما أعطاهم الله المن والسلوى، وهما طعامان من أفخر الأطعمة وأفضلها، طلبوا القثاء والفوم والعدس والبصل، قال تعالى: “وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ” (البقرة، 61).
لذلك فإن أبرزدرس نستفيده من قصة موسى عليه السلام مع فرعون هو ان مفعول الاستبداد لا ينتهي بزوال المستبد، بل قد يستمر مع الشعوب، لذلك لا بد من انتزاع المستبد من عقول وقلوب الشعوب المستعبدة، وذلك من خلال عملية بناء، وتحتاج خطة وإعداداً وتأهيلا نفسيا وعقليا، وهذا أخطر ما يورثه المستبد للشعوب كما وضحت الآيات الكريمة، وهذا ما يجب أن تقوم به القيادة التي خلصت جماهير الشعب من المستبد الطاغية.
الخلاصة: إن الاستبداد جريمة كبرى في حق أبناء أمتنا وشعوبنا، وقد ثارت شعوبنا على هذه النظم المستبدة، وأفلحت في قلع بعضها ولم تفلح في قلع بعضها الآخر، وقد جاءت قصة موسى عليه السلام مع فرعون في القرآن الكريمدالة على وجوب تحرير الشعوب من المستبدين، كما فعل موسى عليه السلام مع بني إسرائيل، ولكن القرآن الكريم وضح من خلال قصة موسى عليه السلام أيضًا أمورًا أخرى، منها: كيفية بناء النفوس لمواجهة المستبدين، وأشار كذلك إلى وجوب القيام بأمرين، اقتلاع المستبد من جهة، واقتلاعه -بعد ذلك- من قلوب وعقول المستعبدين من جهة ثانية، لأنه لا ينتهي مفعول الاستبداد بزوال المستبد، بل تبقى أمراض الاستبداد متغلغلة في عقول ونفوس الجماهير التي خضعت للاستبداد.
رابط المقال من موقع الجزيرة نت الاستبداد حديثا وقديما