كيف يقدم الإسلام إلى الإنسان الغربي؟

ليس من شك بأن الإعلام – الدعوة جزء عظيم من بناء الإسلام فقال تعالى:

(وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (فصلت،33).

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم:

“لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك مما طلعت عليه الشمس”.

وقد أبرز القرآن الكريم ثلاثة أساليب دعوية إعلامية جمعها قوله تعالى:

(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن) (النحل،125).

الأسلوب الأول: الدعوة بالحكمة، أي باستعمال الحجج العقلية البرهانية.

الأسلوب الثاني: الموعظة الحسنة، أي تحريك العواطف والمشاعر بصورة حسنة وليس بصورة فظة قاسية.

الأسلوب الثالث: مجادلة المدعو مع اختيار الأسلوب الأحسن في المجادلة من أجل إقناع المدعو، ويجب أن يراعي الداعي في كل الأحوال ظروف المدعو ويختار الوقت والمكان المناسبين من أجل إنجاح دعوته، وقد قدّم القرآن الكريم النبي نوحاً u نموذجاً أعلى في تغيير أساليب الدعوة من إسرار وإعلان وتغيير الوقت من ليل ونهار فقال تعالى:

(قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً . فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائي إِلاَّ فِرَاراً . وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً . ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً . فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً) (نوح،5-10).

        أما القضية التي نحن بصددها وهي نفاذ الكتب التي تتحدث عن الإسلام في الدول الغربية وغيرها من دول العالم، والتطلع إلى مزيد من المعرفة عن الإسلام، فهي فرصة ذهبية يجب أن نستفيد منها أحسن استفادة لأن معرفة الإنسان الغربي بالإسلام كانت معرفة مشوهة ومبتورة ومرتبطة بالحروب الصليبية، لأنها كانت تصدر عن مؤسسات استشراقية تصور الإسلام على أنه دين وثني متعطش للقتل والدماء، وأنه لا يقدّر حرمة الإنسان، وأنه يمتهن المرأة، وأنه لم يبدع أية حضارة وأن دوره كان دور نقل الحضارة اليونانية والرومانية فقط إلخ… لذلك فعلينا أن نستفيد من هذه الفرصة الذهبية فنقدم الإسلام بأنه دين الفطرة الذي يلبي نوازع النفس البشرية وحاجتها حيث قال تعالى:

(فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (الروم،30).

وبأنه دين التعارف والتعاون بين الأجناس والأعراق والشعوب والقبائل، قال تعالى:

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (الحجرات،13).

وبأنه دين الحضارة، فقد أنشأ الإسلام حضارة من أعظم حضارات التاريخ البشري ساهمت في إعمار الحياة البشرية في مختلف مجالات الزراعة، والطب، والصيدلة، والفيزياء، والكيمياء، والرياضيات، والجبر، والهندسة، والفلك إلخ…

        ليس من شك بأن مثل هذا العرض والتقدمة للإسلام سيفتح آفاقاً جديدة أمام الإعلام الإسلامي والدعوة الإسلامية، وستكون من نتائجه إزالة كثير من الأوهام والضلالات والأخطاء الشائعة والمتراكمة عبر عشرات السنين عند الإنسان الغربي.

اترك رد