لقد ظهر قاسم سليماني رئيس فيلق القدس في حلب متبخترًا في شوارعها، بعد أن دمرها الروس بآلتهم العسكرية المتوحشة، وكان قد ظهر خلال السنتين الماضيتين في عدة مدن عراقية، منها: بغداد، الفلوجة، تكريت إلخ ….، فماذا يعني ذلك؟
يعني ذلك عدة أمور:
الأول: إعلان “مشروع ملالي إيران” عن إصراره في توسيع رقعته، وبسط سيطرته واحتلاله لأراض أخرى من البلاد الإسلامية، وإن كان ذلك على حساب تدميرها وتهجير اهلها وتفريغها من أصحابها السنة، آمل أن تنتبه -أخي المسلم- إلى أن البلدة التي احتلها “مشروع ملالي إيران” هي أرض إسلامية، وليست أرضاً للكفار.
الثاني: تبختر قاسم سليماني في شوارع حلب في حماية الطائرات الروسية، وكان قد تبختر في بغداد والموصل والفلوجة وتكريت في حماية الطائرات الأمريكية، فهنيئا لـ “مشروع ملالي إيران” خيانته للأمة، وتعاونه مع أعدائها من الروس والأمريكان، وهذا سلوك ليس بغريب منه، فقد فعل ذلك “العلقمي” عندما استدعى التتار والمغول وتآمر معهم على سقوط بغداد.
الثالث: تبختر قاسم سليماني في حلب، ونسي حيفا ويافا وتل أبيب التي تئن تحت الاحتلال الإسرائيلي، فالتبختر في حلب ليس نصراً بل هو خزي وعار.
إزاء هذ الوضع الذي نراه من التدمير والتخريب الذي يقوم به “مشروع ملالي إيران” في سورية والعراق واليمن ولبنان وفلسطين إلخ…، ومن المؤكد أنه سينتقل إلى غيرها من أنحاء العالم الإسلامي في أفريقيا وآسيا، فهذا حري أن يزيد من تصميمنا على حشد إمكانيات الأمة لمواجهة هذا المشروع، والتي بدأناها العام الماضي في مؤتمرين عقدناهما هما:
والمشكلة في “مشروع ملالي إيران” أن تخريبه متنوع الألوان والأشكال، فهو يملك أدوات متنوعة ثقافية وفكرية وإعلامية واجتماعية وسياسية إلخ…، فهو يفسد العقول والنفوس والأذهان بالإعلام الكاذب، والثقافة السوداء، والمذهبية المقيتة، لذلك نحن سنتصدى له –إن شاء الله- في مشروعنا الذي نرعاه، ونقوم عليه، سنتصدى له بكل الوسائل المتاحة، وسنتصدى له فكريا وثقافيا وسياسيا وإعلاميا واجتماعيا إلخ …، حتى يبطل إفساده (إن الله لا يصلح عمل المفسدين) (يونس، 81).
لذلك فإننا نذكر إخواننا المتواصلين معنا في مؤتمر إنقاذ الأمة، “وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين” (الذاريات، 55) بأن مواجهة “مشروع ملالي إيران”، وتدمير كيده، يكون بأن نمد أيدينا إلى بعضنا البعض، ونتعاون على مواجهة هذا المشروع، فإن الأمر جد لا هزل، فإذا لم نفعل ذلك، فإن “مشروع ملالي إيران” سيستفحل شره، ويعم ضرره -لا سمح الله-، ولكننا عندما نتعاون، ونتواصل مع بعضنا البعض، وننفذ الخطط التي رسمناها في المؤتمرات السابقة، فإننا سنصد “مشروع ملالي إيران”، ونمحو آثاره، ونتغلب عليه بإذن الله، قال تعالى: (إن موعدهم الصبح، أليس الصبح بقريب) (هود، 81)، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.