برنامج للتاريخ مع الشيخ غازي التوبة عن تاريخ والد الشيخ المجاهد أحمد التوبة.
وبالمناسبة إليكم عرض كتاب “صفورية والمجاهد والفتى” للشيخ غازي التوبة جانبا من وقائع القضية الفلسطينية المجهولة، وألقى الضوء على جوانب من حياة صفورية التي تعتبر من أكبر القرى في فلسطين، وبين أثر النكبة في حياة إحدى الأسر التي لجأت إلى سوريا.
فهرس المقال
تحدث الكاتب عن قرية صفورية. وبين أنها تمتلك قلعة أثرية قديمة في وسطها. وأنها كانت مسقط رأس (مريم عليها السلام)، وأن اسم القرية جاء من اسم زوجة موسى عليه السلام. وبين الكاتب أن عائلته كانت تملك بستانا ذا شجر مثمر، وزيتونا، وأرضا زراعية.
تحدث الكاتب عن نهلال وهي مستعمرة يهودية في مرج ابن عامر في فلسطين وهي من أقدم المستعمرات المنشأة في فلسطين. وقد استهدفتها جماعة عز الدين القسام عام 1931، وروى الكاتب على لسان والده أحداث تلك الواقعة.
فذكر الكاتب أن والده أحمد التوبة ذهب مع اثنين من أهل بلدته صفورية، وهما:
إلى مستعمرة (نهلال) وكان ذلك يوم 27/12/1931م.
وقد استغرق المشي إليها طوال الليل تقريبا. وحملوا معهم بندقية وقنبلة. وألقوا القنبلة على أحد البيوت وكان فندقا، فقُتل شخصان، ثم عاد المجاهدون الثلاثة إلى صفورية. ولم يتوصل التحقيق الذي فتحه الإنجليز إلى الفاعلين الذين ألقوا القنبلة.
ثم بين الكاتب اعتقال الذين نفذوا عملية نهلال بالإضافة إليه هم:
ثم بين أن محاكمة جرت في أيلول 1932م في التَخْنُكة وهو حي يهودي في حيفا. وقد تمت المحاكمة وسط حشد من الجماهير العربية واليهودية، ووسط حشد من الصحفيين. وقد استدعت المحاكمة أربعين شاهدا واستمرت المحاكمة ثمانية عشر يوما.
بالإعدام بحق اثنين من المتهمين وهما:
والبراءة للثلاثة الآخرين:
وبالفعل تم تنفيذ الحكم بالمجاهد الأحمد في فبراير/ شباط 1933، أما الغلاييني فقد توسط له الأمير عبد لله آنذاك عند سلطات الإنجليز فخففت الحكم للمؤبد.
ثتحدث الكاتب عن الثورة قائلا أنها كانت مشتعلة في وسط فلسطين وجنوبها، أما شمالها فلم تقم به أعمال جهادية.
وأراد المجاهد التوبة تفعيل الشمال وإشعال الثورة فيه، فطلب من إخوانه في (جمعية الجهادية) إرسال عدد من البنادق إلى قرية الكابري في محيط عكا. وأشعل معركة في محيط قرية ترشيحا على الطريق إلى عكا، وقُتل عدد من عملاء الإنجليز، وساعدت طائرة إنجليزية العملاء في استكشاف وضعية المجاهدين.
ذكر الكاتب المراحل التي سار فيها التوبة من أجل اغتيال أندروز، فبين أنه اختار أربعة من رفاقه القساميين الذين يعرفهم ويثق في جدارتهم للقيام بالعملية بعد أن أخذ موافقة القيادة على ذلك، واجتمع بهم، ووضح لهم الخطة.
وجاء الجنرال إلى الكنيسة مع مرافق وحارسين السادسة مساء يوم 26/9/1937م وقد اغتاله التوبة برصاص مسدسه، في حين أن المجاهدين الآخرين تناولوا بقية المرافقين، فقتلوا أحد الحراس، وهرب المرافق إلى داخل الكنيسة وبدأ إطلاق النار على المجاهدين، أما السيارة فقد قفلت عائدة إلى معسكرها.
وبعد أن نجح المجاهدون في مهمتهم عادوا إلى بيوتهم، وذكر الكاتب أن هذا الاغتيال كان منعطفا في تاريخ الثورة الفلسطينية، فقد أشعل الثورة من جديد، وقد اعتقل الإنجليز 15 ألف شخص في جميع أنحاء فلسطين وفق قوائم معدة مسبقا.
تحدث الكاتب عن اجتماع 300 مجاهد بقيادة أبو إبراهيم الكبير لمقاتلة الإنجليز بشمال فلسطين، وعمل التوبة مساعدا له، وكان ينوب عنه في قيادة الفصيل عند غيابه، وخاضوا معركتين كبيرتين الأولى: بمنطقة سخنين وعرابة بمنطقة عكا والثانية بمنطقة القديرية بسفح جبل كنعان يوم 27/12/1937.
وقررت القيادة بعد المعركة الانسحاب للشام، ثم عاد التوبة في فبراير/ شباط 1938م لساحة الجهاد، فدعا المجاهدين إلى الاجتماع بمحيط عكا.
واجتمع في عكا ما يقرب من ثلاثمائة مجاهد، فانقسموا إلى قسمين: قسم يجاهد بشمال قضاء عكا والآخر بجنوبه، وقاد التوبة القسم الثاني بمنطقة سخنين وعرابة. وذكر الكاتب أن الإنجليز اتبعوا خطة جديدة للتضييق على المجاهدين تقوم على مرابطة قوات إنجليزية بصورة دائمة فيما يقرب من أربعين قرية من قرى منطقة سخنين وعرابة.
مما جعل المجاهدين لا يجدون مأوى أو مكانا لبياتهم، أو طعاما يقتاتون به. بينما يرابط الإنجليز في هذه القرى وبناء على ذلك حال هذا الأمر بين أهل القرى ومساعدة المجاهدين. وهو الدور الذين كانوا يقومون فيه سابقا لذلك اضطرت القيادة لإيقاف هذا التجمع الجهادي بسبب البرد القارس وكون المنطقة جبلية وعرة.
تحدث الكاتب عن الواقعة وتتلخص في أن ستة مجاهدين بينهم التوبة جاؤوا إلى سكان قرية تمرة، لتنفيذ الخطة التي وضعتها قيادة الثورة.
وتقوم على جمع مبلغ محدد من النقود من كل قرية بفلسطين، وتشتري القيادة به عدداً من البنادق لصالح هذه القرية.
كما تطلبت الخطة من أهل القرية، تحديد عدد من الشباب الذين يجب أن يستجيبوا لنداء المعركة، بأي وقت عند حدوث معركة ما في محيطهم، وهذا العدد وفق كبر القرية وصغرها.
وقد علم الإنجليز عن طريق جواسيسهم بوجود المجاهدين، فطوقوا القرية، وجمعوا أهلها في أحد بيادرها.
طلب الانجليز من المختار التعريف برجال القرية فردا فردا بينما حمل التوبة اسم أحد الرجال الغائبين عن القرية وبناء على ذلك نجا من اعتقال الإنجليز له، من ناحية أخرى أصحابه الباقين الخمسة اعتقلوا وأعدموا.